لم يكن انتصار قائمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية العراقية، إلا نتيجة واقعية لحلم العراقيين في استعادة قرار بلادهم من التدخلات الخارجية، إذ شكلت نتائج الانتخابات الأخيرة صفعة قوية للتدخلات الإيرانية السافرة في العراق. وتأكيداً للتحول العراقي نحو لفظ النفس الفارسي من بغداد ومحافظاتها، اجتمع أمس (الجمعة) الصدر بسفراء عدد من الدول العربية، دون دعوة السفير الإيراني.
وأوضح المكتب الإعلامي للصدر أنه استقبل مجموعة من سفراء دول الجوار، منهم السفير السعودي عبدالعزيز الشمري، والسفير الأردني منتصر الزعبي، والسفير الكويتي سالم الزمانان، وغيرهم، إذ أعرب الصدر عن أمله أن يلقي الشهر الفضيل بظلاله المباركة على العلاقات بين البلدان الإسلامية والعربية لتوحيد كلمتهم على المحبة والسلام، لاسيما الدول المجاورة التي تربطها بالعراق علاقات تاريخية وثقافية.
وشدد الصدر على أن مبدأ علاقاتنا مع دول الجوار يرتكز على قاعدة أساسية هي أن «دول الجوار أصدقاء لا أعداء»، داعياً إلى تعزيز العلاقات أكثر بما يخدم مصالح الشعوب وتطلعاتها. كما أكد «دعم العراق بأن يكون قوياً»، متمنياً أن يكون العراق «هو عنصر جامع للمنطقة لإحلال السلام وإبعاد شبح الإرهاب».
وأشار إلى أن ما يحدث في دول الجوار يفيء بظلاله على العراق والعكس أيضا، متمنياً من الدول دعم العراق من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط على أن يكون ذلك على نحو الدعم لا التدخل، وأن يكون قرار العراق بيده.
واعتبر مراقبون أن اللافت في اجتماع الصدر بالسفراء هو عدم دعوة السفير الإيراني في بغداد، في رسالة واضحة إلى ضرورة كف يد نظام الملالي من التدخل في الشؤون العراقية، خاصة في الظرف الراهن حين يلتم العراقيون لتشكيل حكومتهم القادمة.